ماذا يقول العرب لو عرفوا أن أحدا من الجزائريين الأوائل عاش في زمن المملكة النوميدية القديمة سافر قبل أزيد من 22 قرناً خصيصاً من منطقة سيرتا الأثرية الجزائرية إلى بلاد الإغريق لتمثيل بلاده في الألعاب الأولمبية بأثينا سنة 164 قبل الميلاد، وأحرز هناك الميدالية الذهبية في مسابقة الفروسية بعد أن قهر منافسين أقوياء من مملكة “بيثينيا”؟ الحكاية قد تبدو في نظر البعض غير معقولة، لكنّ وثائق تاريخية وحفريات تؤكدها بناء على شواهد عثر
عليها بالجزائر وايطاليا واليونان، أثبتت أنّ (مستنبعل) ابن القائد (ماسينسا الأصغر) ملك نوميديا، هو أول من أهدى للجزائر ميدالية ذهبية أولمبية سلّمها له الملك نيكوميديس ملك بيثينيا،هذا البطل الجزائري الذي ظلّ مجهولا، أبرزتها الباحثة الجزائرية المختصة في التاريخ وعلم الآثار دحو كلثوم قيطوني، إنّها وثّقت كما هائلا من المعلومات حول شخصية مستنبعل، وذكرت أنّها اطلعت على نصوص إغريقية قديمة، ودعمتها بما أكدته حفريات أركيولوجية ومعالم تاريخية قديمة لحضارات البحر الأبيض المتوسط، اكتشفت باليونان وايطاليا تحديدا، وأشارت إلى أن في زمن (ماسينسا الأصغر) كانت هناك علاقات مستمرة بين الدولة النوميدية وإمبراطورية اليونان، وصلت إلى حد تشييد الإغريق تمثالاً خاصاً بماسينسا تكريما لصداقته لموطن اليونان.
وقد شارك العديد من أجدادنا الأمازيغ في اليونان الألعاب الأولمبية القديمة والتي لم تكن متاحة إلا للأعيان وكبار القوم ومن يحصل على ميدالية تقام له التماثيل يكتب اسمه بأحرف من ذهب في السجلات ومن المتألقين من الأمازيغ نجد الملك مستانبال ابن ماسينيسا الذي تحصل على الميدالية الذهبية في سباق عربات الخيل في سنة 168 أو 164 قبل الميلاد وسلمه بنفسه الميدالية الملك اليوناني نيكوميديس بيثينيا.